الشمال السوري والتهديدات التركية

الشمال السوري والتهديدات التركية

  • الشمال السوري والتهديدات التركية

افاق قبل 4 سنة

الشمال السوري والتهديدات التركية

علي ابو حبلة

العالم يحبس أنفاسه والتخوف من جر تركيا لحلف الناتو لمعركة مفتوحة في الشمال السوري مع الجيش السوري المدعوم من روسيا وإيران والانزلاق نحو حرب عالمية ثالثة،  دخل الشمال السوري، لا سيّما محافظتَي إدلب وحلب، مرحلةً جديدة من التصعيد بعد فشل المحادثات الروسية - التركية في موسكو، وسقوط مسار أستانة واتفاق سوتشي، حيث تصاعدت التحذيرات، ووتيرة الاستعدادات العسكرية بين الطرفين لحربٍ باتت وشيكة، فيما عجزَ مجلس الأمن الدولي عن إصدار بيان طالبت به فرنسا لوقف الأعمال العدائية.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هدّد بإطلاق هجوم عسكري مفاجئ ضد الجيش السوري في إدلب، وقال: «عملية إدلب باتت وشيكة، ولن نترك المنطقة للنظام السوري الذي لم يدرك بعد حزم بلادنا»؛ وهو ما ردّت عليه موسكو بالرفض، وبالتحذير مما سمّته، «أسوأ سيناريو». أما وزير الخارجية الروسية، سيرغي لافروف، فقد شدّد على ضرورة أن تقوم تركيا بتنفيذ اتفاق سوتشي الخاص بإدلب وقال، «إن جولة المحادثات الأخيرة لم تصل إلى نتائج محددة». وحمّل لافروف الجانب التركي مسؤولية فشل تنفيذ بنود اتفاق سوتشي.

تساءل المحلل الأميركي ماثيو بيتي عما إذا كانت تركيا تجر الولايات المتحدة إلى سيناريو حرب عالمية ثالثة مع روسيا، محذراً من أنّ موسكو وأنقرة تتجهان نحو «كابوس حرب باردة» بعد مقتل جندييْن تركييْن نتيجة المواجهة بين القوّتيْن في إدلب من جهة، وطلب تركيا صواريخ «باتريوت» من الولايات المتحدة الأميركية من جهة ثانية.

ونقل بيتي عن السفير الأميركي السابق إلى سوريا، روبرت فورد، قوله: «لم يسبق لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أن شهد قتالاً بهذه الحماوة بالقرب من حدود إحدى الدول الأعضاء». وفي حديثه، اعتبر فورد أنّ ما يجري في إدلب يمثّل «السيناريو الأسوأ»، محذراً من أنّه في حال تخطت رقعة القتال الحدود التركية، فسيواجه أعضاء الناتو عندئذ خيار مساعدة تركيا في مواجهة روسيا بموجب المادة الخامسة من معاهدة الحلف. وأوضح فورد: «أعتقد أن تركيا تبحث عن ضمانات من «الناتو» لجهة أنّه في حال هاجمت القوات الروسية أو السورية القوات التركية داخل الحدود لتركية.. يمكنها (أنقرة) أن تطلب مساعدة الدول الأعضاء في الحلف بموجب المادة الخامسة من المعاهدة»؛ إشارةً إلى أنّ مسئولا تركياً قال إنّ أنقرة تنتظر رداً من حلف شمال الأطلسي لتزويدها بدعم إضافي لجهة احتياجاتها الدفاعية الجوية.

  لقد راهن إردوغان منذ بداية الأزمة على إسقاط الرئيس الأسد، وأدى دوراً أساسياً في مجمل التطورات في سوريا، لما لها من مكانة خاصَّة ومميزة في مجمل حسابات المنطقة، وخصوصاً أزمة الإسلام السياسيّ، الذي قال عنه الرئيس التركي السابق عبدالله جول «إنه فشل وسقط في العالم أجمع»، وهو ما يفسّر سقوط مشروع «الربيع العربي»، بصمود سوريا، والإطاحة بحكم الإخوان في مصر في تموز/ يوليو 2013، ليجد أردوغان نفسه في عزلة تامة على الساحة السورية، ومعه حلفاؤه الاستراتيجيين .

في تحليله، كشف بيتي أنّ الجيش الأميركي يتوخى الحذر لجهة الدور الذي يلعبه في سوريا، وفي هذا السياق، نقل بيتي عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، جوناثان هوفمان، قوله إنّ «روسيا وتركيا على شفا نزاع مباشر في محافظة إدلب السورية، وتتمنى الولايات المتحدة أن يتم تجنب الاشتباك المباشر «، في المقابل، رأى بيتي أنّ الخارجية الأميركية أعربت عن دعم أكبر لتركيا والمعارضة المدعومة تركياً، مذكّراً بتصريح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، الذي قال فيه: «نقف إلى جانب تركيا حليفتنا في حلف «الناتو» وندعم أعمال تركيا للدفاع عن النفس دعماً كاملاً». التضارب في المواقف والمصالح من شانها أن تدفع المنطقة لحرب لا تحمد عقاباها بسبب التهديدات التركية وعدائها لنظام الرئيس الأسد.

 

التعليقات على خبر: الشمال السوري والتهديدات التركية

حمل التطبيق الأن